![]() |
| صيام اول رجب |
صيام اول رجب
خلق الله سبحانه وتعالى كل شيء مثل الزمان والمكان والانسان وهو يصطفي من خلقه ما يشاء ، يختار منها ما يشاء فقد اصطفي ايضا الشهور ، واصفى منها الاشهر الحرم ، وفضل هذه الاشهر على بعضها حيث قال سبحانه وتعالي في القران الكريم " إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " (36).الاشهر الحرم التي فضلها الله سبحانه وتعالى عن سائر الاشهر ، هي محرم وذى القعده وذو الحجه ورجب .
كان العرب منذ القدم يعظمون شهر رجب تعظيما كبيرا حيث كانوا يوقفون القتال فيه و كانوا يصومون ويتقربون الى الله سبحانه وتعالى بالذبح فيها ايضا .
اما في تعظيم شهر رجب وجعله شهرا محرما ، لم يحث نص في الاسلام على نوع معين من انواع الطاعات في هذا الشهر المبارك ، حيث يستحب للمسلم فيه ان يكثر من الطاعات ، والاعمال الصالحه ، فمنها الذكر وقراءة القران والزكاه والصدقه الي ما شاء الله من الطاعات والاعمال الصالحه.
فالمسلم الذي يقوم بالطاعات وله ورد من القران يوميا ، يستحب له ان يكثر من هذا الورد في هذه الايام المباركه ، واذا كان يحرص على صدقه معينه فليكثر من الصدقات في هذا الشهر المبارك ، واي طاعه واي ذكر اخر يستحب الاكثار منه في هذه الايام خلال هذا الشهر المحرم المبارك ، ولا يجوز تخصيص شهر رجب بنوع معين من الطاعات او العبادات، حيث لم يثبت في الشرع اي اصل لتخصيص اي نوع من انواع الطاعات والعبادات .
ايضا بعض الاكاذيب التي تقول انها ذهبت الى الاسلام ونسبت الى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن هذه الاكاذيب فضل صيام ايام معينه ومحدده من شهر رجب ، ظن البعض ان صيام اليوم الاول من شهر رجب فيه اجر صيام ثلاث سنوات ، وصيام اليوم الثاني ايضا اجر صيام سنتين ، و صيام اليوم الثالث اجر صيام سنه ، وما تبقى من ايام في الشهر المبارك فصيام اليوم فيه يعدل صيام شهر كامل، فهذا كله من الاكاذيب التي نسبت الى الاسلام وليست من سنه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
الامام الحافظ ابن رجب الف كتابا بعنوان "تبيين العجب لما ورد في رجب "اقر فيه الامام علي عدم ثبوت حديث واحد في فضل شهر رجب.
الصيام في شهر رجب
الصيام في الاسلام هو الامساك عن الطعام والشراب والنكاح ، وكل ما يعد من المفطرات ، من طلوع الفجر الى غروب الشمس ،واول ما اثير في الصيام في الاسلام هو صيام يوم عاشوراء ، ثم جاء بعدها تشريع صيام شهر رمضان ، وكان ذلك في السنه الثانيه للهجره .
الصيام يعد فريضه فرضها الله سبحانه وتعالى على الامم السابقه ، قبل الاسلام ايضا وبعد الاسلام، حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "(183).
جعل الله لكل أمه شرعة ومنهاجا خاصه بها ،حيث ثبت ان عبادة الصيام مكتوب على المسلمين وعلى غير المسلمين ،حيث ظهرت نصوص حول صور صيام الاولين في نصوص الشريعه الاسلاميه ، وَعَنْ عبدِاللَّهِ بنِ عَمْرو بنِ العَاصِ، رَضيَ اللَّه عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: أَحَبُّ الصَّلاةِ إِلَى اللَّهِ صَلاةُ دَاوُدَ، وَأَحبُّ الصيامِ إِلَى اللَّهِ صِيامُ دَاوُدَ، كانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْل وَيَقُومُ ثُلُثَهُ ويَنَامُ سُدُسَهُ وَيصومُ يَومًا وَيُفطِرُ يَومًا متفقٌ عليه.
جاءت حكمه الله سبحانه وتعالى في تشريع الصيام للمسلمين بصوره متدرجه ، في البدايه كانت تشريعه صيام يوم عاشوراء، ثم بعد ذلك فرض صيام شهر رمضان ، وجاء بعدها التفصيل في عده الايام المفروض صيامها ، ثم شرع الصيام على المسلمين على وجه التخيير اولا، واستمر الامر على ما هو عليه حتى توطنت نفسهم عليه ، واعتادوا الصيام ثم جاء الامر الصيامي دون التخير في ذلك.
حدد الاسلام الايام المستحب فيها الصيام والمناسبات الخاصه به التي يسن فيها الصيام ، ومنها صيام يوم عرفه لمن لم يكن في الحج فصيامه يكفر سنه قبله وسنه بعده ، وايضا صيام ايام الست الاوائل من شهر شوال فان صامها المسلم متواليا بعد شهر رمضان فهى تعادل صيام الدهر كله .
شرع الاسلام صيام يوم الاثنين وهو اليوم الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما سن الصيام في بعض الايام الاخرى ، مثل يوم الخميس واليوم الابيض من كل شهر .
فضل الصيام
من فضل الصيام ومحاسنه في النصوص الشرعيه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دعاء الصائم بانه مستجاب ، حيث أخرج الإمام مسلم من حديث أبى هريرة ــ رضى الله عنه ــ أنَ النبى صلى الله عليه وسلم قال: للصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا رائحه خلوف فم الصائم التي تظهر في صيامه خير عند الله سبحانه وتعالى من رائحه المسك حيث روى البخاري عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال (وَالّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطيَبُ عِندَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفرَحُهُمَا إِذَا أَفطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِىَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَومِهِ).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من ختم له بصيام يوم كان جزاؤه الجنه ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً"
قال صلى الله عليه وسلم ان الصائم يفرح فرحه عند فطره وفرحه عند لقاء ربه وذلك لما يجد من الاجر العظيم بسبب الصيام حيث قال صلى الله عليه وسلم" للصائم فرحتان يفرحهما اذا افطر فرح واذا لقي ربه فرح بصومه ".

تعليقات
إرسال تعليق