أحزاب القران الكريم

الفرق بين السور المكية والسور المدنية

الفرق بين السور المكية والسور المدنية

معرفة الفرق بين السور المكية والسور المدنية لها أهمية بالغة في المجتمع الإسلامي ، من فوائدها إنها بيان عظيم لمدى عناية المسلمين بالقرآن الكريم ، حيث قاموا بنقل هذه السور ليس فقط حفظ ، بل ايضا نقل الزمن الذي نزلت فيه تلك النصوص ، وذلك ليكون شاهدا على مدى الثقة المطلقة التي يمنحها المسلمين والمؤمنين لهذا الكتاب العظيم .

القرآن الكريم في مجمله هو كلام الله سبحانه وتعالى ، و معجزة رسوله صل الله عليه وسلم في الارض , القرآن الكريم مقسم إلى مجموعة سور، والسور إلى نوعين ، على حسب نزولها والموضوعات التي تناولتها هذه السور ، إلى سور مكية وسور مدنية ، القرآن الكريم في تركيبه مقسم إلى مجموعة سور، يبلغ عددها 114 سوره ، وكل سوره مقسمة إلى آيات ، وتعد هذه الآيات هي بنيان السور في القرآن الكريم.
أيضا من فوائد معرفة الفرق بين السور المكية والسور المدنية ، هي معرفه تاريخ التشريع الإسلامي ، ومراحله المختلفة ، وكيفية الوصول إلى الفهم الصحيح لآيات القرآن الكريم وسوره .

معنى السور المكية والسور المدنية

هناك ثلاث مصطلحات تعرف الفرق ووجه الاختلاف بين السور المكية والسور المدنية في التعريفه وهي كالاتي
-السور المكية هي السور التي نزلت بمكة ، وأيضا إضافة إلى هذه السور ما نزل قبل الهجره ، يعد أيضا من السور المكية حتى ولو بغير مكة .
-السور المدنية هي السور التي نزلت بالمدينة ، وأيضا يعد منها ما نزل بعد الهجرة ، والاخري التي نزلت بغير المدينة .
هذا هو التعريف الأول للفرق بين السور المكية والسور المدنية
- التعريف الثاني تعد السور المكية هي السور التي نزلت بمكه ، والسور والسور المدنية هي السور التي نزلت بالمدينة
-التعريف الثالث هو السور المدنية هي ما وقع خطابا لأهل المدينة ، والسور المكية هي ما وقع خطابا لاهل مكة


هناك أسباب عديدة أدت إلى توجيه العلماء لمثل هذه المصطلحات ، لمعرفة الفرق بين السور المدنية والسور المكية ومن هذه الاعتبارات
- الاعتبار الاول منهم من اعتبر مكان النزول ، فهؤلاء ذهبوا الي التعريف الثاني
- الاعتبار الثاني منهم من اعتبر زمن النزول ، فهؤلاء ذهبوا الي التعريف الاول
-الاعتبار الثالث منهم من اعتبر المخاطبين بالايه ، وهؤلاء ذهبوا الى التعريف الثالث

ما هي طرق معرفة المكية من المدنية

النبي صل الله عليه وسلم لم يرد عنه أي بيان ، يوضح فيه السور المكية والسور المدنية ، ولم يكن هناك حاجة انذاك لوجود نص من النبي صل الله عليه و سلم لبيان ذلك ، وايضا لم يأمر عليه الصلاة والسلام ببيان معرفة السور المكية والسور المدنية ، و ذلك لان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعلمون السور المكية والسور المدنية ، حيث كانوا يشهدون ويحضرون نزول السور بالزمان والمكان .

ولكن مع دخول الأعاجم في الأسلام ، خلق احتياج للعلماء والمؤرخين لبيان السور المكية والسور المدنية ، وكان ذلك في القرون التي تلت قرون الصحابة والتابعين
فقد اتبع العلماء طرق لمعرفة الفرق بين المكي والمدني من السور .

- اول هذه الطرق النقل السماعي

عن طريق أحد الصحابة رضوان الله عليهم ، تمكن المؤرخون من معرفة السور المكية من السور المدنية ، وذلك عن طريق الرواية ، أو عن طريق أحد التابعين ، الذين سمعوا من الصحابه السور المكية والسور المدنية ومن الامثله علي استخدام هذه الطرق
حديث السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها ، لقد نزل بمكة على محمد صل الله عليه وسلم وأنا جارية العب (بَلْ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده .
ومثال اخر ما رواه الامام مسلم عن سعيد بن جبير قال ، قلت لابن العباس "المن قتل مؤمنا متعمدا من توبه " قال لا قال فتلوت عليه هذه الاية التي في القرآن (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ) سورة الفرقان إلى آخر الأية قال هذه آيه مكية نسختها اية مدنية (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ)

- الطريق الاخر القياسي الاجتهادي
في هذا النمط إعتمد العلماء على الطريق الأول ، حيث وضعوا مجموعة من النصوص و القواعد والضوابط والخصائص ، التى يستنبطون منها السور المكية من السور المدنية ، حيث يطبقون تلك الضوابط على السور ، فما وافقت شروط السور المكيه أعتبرت السورة مكية وما وافقت الشروط أنها سور مدنية أعتبرت السورة مدنية .

الفرق بين السور المكية والسور المدنية

تتميز السور المكية أنها عبارة عن مجموعة من العبارات المختصرة الواضحة ، وكلماتها معبرة وقوية ، حيث تختص بذكر الدعوة إلى توحيد الله سبحانه وتعالى وعدم الشرك به ، فهو المستحق للعباده وذكرت ايضا يوم القيامة ، والنار وعذابها ، و ذكرت الجنه ونعيمها ، ووجود يوم البعث ويوم الحساب والجزاء

هناك مجموعه من الخصائص التي تتميز بها السور المكية عن السور المدنية ومنها

باستثناء سورة البقرة كل سورة فيها قصة نبي الله ادم عليه السلام وابليس هي سوره مكية
باستثناء سورة البقرة كل سورة ورد فيها قصص الأنبياء عليهم السلام وٍأيضا الامم السابقة فهي سوره مكية
باستثناء سورة البقرة وسورة آل عمران كل سورة تفتح بالحروف المقطعه مثل " الم" او " الر" وغيرها من الحروف في هي سورة مكية

السور المكية هي كل سوره فيها قول الله عزَّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) وليس فيها قول الله عزَّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) باستثناء سورة الحج حديث جاء في اخرها قول الله عزَّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا) مع توجيه كثير من العلماء إلى إعتبارها سوره مكية
كل سورة من سور القرآن يوجد فيها لفظ "كلا" فهي سورة تعد مكية حيث لم يرد لفظ "كلا" إلا في النصف الأخير من القرآن الكريم

مميزات السور المدنية

هناك العديد من المزايا التي تتمتع بها السور المدنية

*تتحدث السور المدنية بكثره عن المنافقين ، تبين خطرهم على الدين ، وخباياهم وتبعيتها وتحليل نفسياتهم وتكشف عن سلوكهم
*تتسم السورالمدنية في توجية و مخاطبة أهل الكتاب من النصارى واليهود ، و بيان تحريفهم لكتاب الله ، وتدعوهم إلى الاسلام بصفة مستمرة
*السور المدنية أيضا تتميز بطول مقاطعها ، وطول أياتها ، في أسلوب يوضح أهداف الشريعة
*السور المدنية تناولت الحدود في الأسلام ، وموضوع العبادات ، والمعاملات
*السور المدنية تناولت أيضا المواريث ، ونظام الاسرة ، والصلة الإجتماعية ، و فضل الجهاد
*تناولت السور المدنية قواعد الحكم والعلاقات الدولية في حالتي السلم والحرب ومسائل التشريع وغيرها