![]() |
| إضافة شرح |
هدي شعراوي والحجاب
هي نور الهدى محمد سلطان الشعراوي ، ولدت هدى في المنيا عام 1879 في صعيد مصر ، في يوم 23 من شهر يونيو ، وهي ابنه محمد سلطان باشا ، رئيس مجلس النواب المصري الاول في عهد الخديوي توفيق، تنتمي هدى الشعراوي الى الجيل الاول من الناشطات النسويات المصريات .
تربت هدى شعراوي في منزل والدها بالقاهره ، تحت وصاية ابن عمتها "علي شعراوي" ، وذلك مع أخيها عمر ثم أصبح ابن عمتها الوصي الشرعي علي أملاك والدها المتوفي .
الحركة النسوية في مصر
ظهرت بداية الحركة النسوية المنظمة خلال تلك الفترة من انطلاق الشرارات الاولى للوعي النسوي لدي بعض السيدات، مثل هدى شعراوي وأخريات ، ظهرت بعض الادوار الجديدة فى المجتمع للنساء وخاصة للطبقتين العليا والوسطي ، فقد ادي ذلك الى بعض الواجبات الثقافية والاجتماعية ، التي ظهرت جليا في ثقافة النساء ليتركن بيوتهن ، ويلتزمن ببعض هذه الواجبات ، وظهر ذلك جليا في النساء المسلمات التي ارتدين الحجاب والمطالبين بتمكينهن من الأماكن العامة ، و اظهار المزيد من صور النشاط والعمل النسوي " الخفي".
كانت غالبية المتحدثات من السيدات تنشرن مذكراتهن من المنزل لكن تاثير أصواتهن وأسمائهن وصل الى الجميع.
وتسهيل عملية الانتقال من النشاط الخفي الى العام ، ويظهر ذلك في بداية القرن العشرين حيث قامت هدى شعراوي و جمعيتها النسوية بالنشر ارائهن النسوية في الكتب والمجلات ، وعلى شكل مقالات في الصحف الرائدة ، وظهر مفهوم الحركة النسوية ، وان الادوار الاجتماعية هي من صنع المجتمع ، ايضا الجمعية النسوية الى قيام المراة بادوار تتجاوز نطاق الاسرة الى حقها في التعليم، وفي العمل ، وفي نفس القرن اتخذت هدى شعراوي موقف محافظ تجاة النقاب حيث كانت تعلم جيدا ان النقاب هو علامة قوية جدا على العلاقة بين الرجال والنساء ، فضلت هدى شعراوي ان تتبنى نهجا تدريجيا تجاة خلع الحجاب لها ولغيرها من السيدات ، وعدم اعتبار النساء بمثابة كائنات جنسية اولية ، تهدد بنشر الفتنة وذلك بسبب الاختبارات العملية واالسياسات الشخصية اليومية
عندما تم ترحيل الزعيم سعد زغلول في أواخر الحرب العالمية الاولى ، تم تاسيس الوفد المصري ، للمطالبة بالاستقلال ، على يد زعماء الحركة الوطنية ، عين زوج هدى شعراوي نائب رئيس الوفد ، وعملت معه هدى شعراوي في الكفاح الوطني ، وذلك من خلال حجز شبكة النساء، والمساعده في تنظيم اكبر مظاهرة نسائية مناهضة لبريطانيا ، حيث احتشدت النساء لاول مرة في الشوارع تنديدا بالعنف والقمع الذي تمارسة بريطانيا ضد الشعب المصري ، والاحتجاج على القبض على الزعماء الوطنيين.
تم تاسيس لجنة الوفد المركزية للسيدات عام 1920 ، من النساء التي شاركن في مظاهرات 1919 ، لعب الوفد دور هام ومؤثر في الضغط على الحكومة البريطانية ، خلال مفاوضات الاستقلال ، وذلك على ضوء احتجاز سعد زغلول ، وعلى الرغم من وفاة زوج هدى شعراوي ، استمرت تعمل بنشاط رئيسة لجنة الوفد المركزية للسيدات ، وصلت نساء الوفد حملاتها للمطالبة بعودة الزعماء الوطنيين المحتجزين خارج البلاد ، حيث طلبت هدى شعراوي من رئيس الوزراء البريطاني الافراج عن سعد زغلول ، وباقي الزعماء الوطنيين ووقف الاستبداد الذي يمارسونه في مصر .
هدي شعراوى تخلع الحجاب
عام 1921 تم الافراج عن سعد زغلول وكان هناك استقبال كبير من المصريين للزعيم الوطني في هذا الوقت ، اتخذت هدى شعراوي قرار خطير اناذاك ، حيث قامت بخلع الحجاب علانيتة امام الناس ، وداسته بقدميها مع زميلتها " سيزا نبراوي" ومن ثم قام بعض من النساء باستقبالهم بالتصفيق ، ومنهم من خلعن الحجاب ، وايضا كتبت هدى شعراوي في مذكراتها " ورفعنا النقاب انا وسكرتيرتي سيزا نبراوى ، وقراءة الفاتحة ، ثم خطونا على سلم الباخرة مكشوفه الوجه ، وتلفتنا لنرى تاثير الوجه الذي يبدو سافر لاول مرة بين الجموع ، فلم نجد له تاثير ابدا لان كل الناس كانوا متوجهين نحو سعد زغلول ، متشوقين الى طلعته" .
دعت هدى شعراوي لجنة الوفد المركزية للسيدات الى انشاء جمعية نساوية مستقلة ، لتدعيم اوضاع المراة المصرية ، والمطالبة بحقوقهم ، وذلك ابان الذكرى الرابعة ، لاول مظاهرة للنساء الوطنيات في 16 مارس 1923 ، ثم بعدها تم تاسيس الاتحاد النسائي المصري ، وانتخبت فيه هدى شعراوي رئيس للاتحاد، الى ان الدستور المصري الصادر عقب الاستقلال تجاهل دور النساء في الكفاح من اجل التحرير ، وقصر ممارسة الحقوق السياسية على الرجال المصريين ، مما اصاب الحركة بانتكاسة ، وفي ذلك عبرت هدى شعراوي عن خيبة الامل والانتكاسة التي شعرت بها هي وباقي النساء ، وذلك بعد الوعود التي قطعها الرجال الوفديون خلال الكفاح من اجل التحرير ، ولم يوفوا بها.

تعليقات
إرسال تعليق