![]() |
| الحركة النسوية في مصر |
الحركة النسوية في مصر
الحركة النسوية في مصر شكلت خلال الفترة من بداية القرن وحتى أوائل العشرينات ، وكانت المرحلة الحرجة في التاريخ ، ظهر ذلك في صورة النشاط العام " السري" للحركة النسوية .
ظهرت بداية الحركة النسوية المنظمة خلال تلك الفترة من انطلاق الشرارات الاولى للوعي النسوي لدي بعض السيدات، مثل هدى شعراوي وأخريات ، ظهرت بعض الادوار الجديدة فى المجتمع للنساء وخاصة للطبقتين العليا والوسطي ، فقد ادي ذلك الى بعض الواجبات الثقافية والاجتماعية ، التي ظهرت جليا في ثقافة النساء ليتركن بيوتهن ، ويلتزمن ببعض هذه الواجبات ، وظهر ذلك جليا في النساء المسلمات التي ارتدين الحجاب والمطالبين بتمكينهن من الأماكن العامة ، و اظهار المزيد من صور النشاط والعمل النسوي " الخفي".
نجحت بعض السيدات المصريات وخاصة من الطبقتين العليا والوسطى من ان يصبحا رائدات في تاسيس الجمعيات الخيرية ، والجمعيات الخدمية العامة ، وذلك لمساعدة المحتاجين من النساء والاطفال ، بعد ان كانت المؤسسات الدينية في مصر هي المسيطر الاكبر على معظم الاعمال الخيرية ، والخدمات الاجتماعية ، وبعد ارتفاع معدل وفيات الاطفال في البلاد قاما بانشاء مستوصف للفقراء من الاطفال والنساء عام 1909 ، ثم تم توسيع العمل بهذا المستوصف ليشمل توفير الخدمات ، والرعاية الصحية ، وكان هذا المجال هو بداية عالم جديد ، وادوار اجتماعية جديدة للنساء ، حيث اصبحت فيما بعد جزء من جدول الأعمال الخاصة بالحركة النسوية المنظمة.
هدي شعراوي وتحرير المرأة
وفي ما يلي تشرح هدى شعراوي بداية نشاطها لتحرير المراة ، الذي بدا منذ رحلتها العلاجية باوروبا ، وذلك بعد زواجها ، حيث انبهرت بالمراة الفرنسية ، والانجليزية في تلك الفترة ، للحصول على امتيازات المراة الاوروبية ، وهناك تعرفت على بعض الشخصيات المؤثرة التي كانت تطالب دائما بتحرير المراة ، ثم بعد عودتها الى مصر انشاة هدى شعراوي مجله "الايجبيسيان " والتي كانت تصدر باللغة الفرنسية .
وعلي صعيد المجال الادبي ، انشات هدى شعراوي واحدة من اول الجمعيات الفكرية في القاهرة ، والتي كانت اولى محاضراتها عام 1909 وتناولت بجراة موضوع الحجاب ، حيث قارنت في هذة المحاضرة بين حياة المصريات والاوروبيات، حيث كان انتمائها ليبرالي اسلامي ،
ظهرت ايضا منتديات تتحدث فيها المصريات من الطبقه الوسطى مع اجانب ،يتبادلون الافكار معهم ، وذلك في بداية العقد الثاني من القرن العشرين ، حيث بدات السيدات تتحدثن في المدارس والجمعيات وانشاء المزيد من الجمعيات والنوادي في القاهرة.
واجهت المراة المصرية العديد من الصراعات الشاقة ، للحصول على مساحة عامة للاجتماع للجمعيات النسائية التجريبية ، حيث كانت هدى شعراوي وغيرها من اعضاء الجمعية النسائية ، تجتمع من اجل النقاش ، والاحاديث الغير الرسمية ، وعقد محاضرات للمراة ، كان الاتحاد النسائي التهذيبي، و جمعية الرقي الادبية للسيدات المصريات ، من الجمعيات الفكرية حديثة الانشاء ، حيث اتيحت الفرصة للاجنبيات بصورة اكبر في المجال العام .
في هذا السياق ظلت المتحدثات من ضيوف هدى شعراوي تناقشن العديد من موضوعات الاسلام، باعتبارها مصدر حقوق للمراة ، في مواجهة التقاليد والممارسات الثقافية التي تحاصرها ، انتشر النشاط لتلك النساء ووصلت بكثير لحدود تلك المنازل ، وسمعن اصواتهن في المجال العام ، رغم عدم مقدرتهم على الحديث علنا ، حيث كانت غالبية المتحدثات تنشرن مذكراتهن من المنزل لكن تاثير أصواتهن وأسمائهن وصل الى الجميع.
تسهيل عملية الانتقال من النشاط الخفي الى العام ، ويظهر ذلك في بداية القرن العشرين حيث قامت هدى شعراوي و جمعيتها النسوية بالنشر ارائهن النسوية في الكتب والمجلات ، وعلى شكل مقالات في الصحف الرائدة ، وظهر مفهوم الحركة النسوية ، وان الادوار الاجتماعية هي من صنع المجتمع ، ايضا الجمعية النسوية الى قيام المراة بادوار تتجاوز نطاق الاسرة الى حقها في التعليم، وفي العمل ، وفي نفس القرن اتخذت هدى شعراوي موقف محافظ تجاة النقاب حيث كانت تعلم جيدا ان النقاب هو علامة قوية جدا على العلاقة بين الرجال والنساء ، فضلت هدى شعراوي ان تتبنى نهجا تدريجيا تجاة خلع الحجاب لها ولغيرها من السيدات ، وعدم اعتبار النساء بمثابة كائنات جنسية اولية ، تهدد بنشر الفتنة وذلك بسبب الاختبارات العملية واالسياسات الشخصية اليومية
تحدثت هدى شعراوي لاول مرة علنا عام 1918 في سن الاربعين وذلك بعد الزيارات الدولية ، من قبل الرائدات النسويات ، وتنظيم الاجتماعات ، والنقاشات ، وتنشيط جدول اعمال الحركة النسوية ، قررت هدى شعراوي كسر التقليد و احياء ذكرى " ملك حفني ناصف " (باحثة البادية) والتي وفاتها المنية فجاة ، خلال حدث كان بمثابة تابين نسوي .
عندما تم ترحيل الزعيم سعد زغلول في أواخر الحرب العالمية الاولى ، تم تاسيس الوفد المصري ، للمطالبة بالاستقلال ، على يد زعماء الحركة الوطنية ، عين زوج هدى شعراوي نائب رئيس الوفد ، وعملت معه هدى شعراوي في الكفاح الوطني ، وذلك من خلال حجز شبكة النساء، والمساعده في تنظيم اكبر مظاهرة نسائية مناهضة لبريطانيا ، حيث احتشدت النساء لاول مرة في الشوارع تنديدا بالعنف والقمع الذي تمارسة بريطانيا ضد الشعب المصري ، والاحتجاج على القبض على الزعماء الوطنيين.
تم تاسيس لجنة الوفد المركزية للسيدات عام 1920 ، من النساء التي شاركن في مظاهرات 1919 ، والمتزوجون من زعماء ووفديين ، انتخبت هدى شعراوي رئيسة للجنة الوفد المركزية للسيدات ، حيث لعبت الحرب العالمية الثانية دور هام في توسيع النطاق الدعم الشعبي للوفد، وذلك من خلال تعزيز صلتة بباقي الجمعيات النسائيه ، لعب الوفد دور هام ومؤثر في الضغط على الحكومة البريطانية ، خلال مفاوضات الاستقلال ، وذلك على ضوء احتجاز سعد زغلول ، وعلى الرغم من وفاة زوج هدى شعراوي ، استمرت تعمل بنشاط رئيسة لجنة الوفد المركزية للسيدات ، وصلت نساء الوفد حملاتها للمطالبة بعودة الزعماء الوطنيين المحتجزين خارج البلاد ، حيث طلبت هدى شعراوي من رئيس الوزراء البريطاني الافراج عن سعد زغلول ، وباقي الزعماء الوطنيين ووقف الاستبداد الذي يمارسونه في مصر .
عام 1921 تم الافراج عن سعد زغلول وكان هناك استقبال كبير من المصريين للزعيم الوطني في هذا الوقت ، اتخذت هدى شعراوي قرار خطير اناذاك ، حيث قامت بخلع الحجاب علانيتة امام الناس ، وداسته بقدميها مع زميلتها " سيزا نبراوي" ومن ثم قام بعض من النساء باستقبالهم بالتصفيق ، ومنهم من خلعن الحجاب ، وايضا كتبت هدى شعراوي في مذكراتها " ورفعنا النقاب انا وسكرتيرتي سيزا نبراوى ، وقراءة الفاتحة ، ثم خطونا على سلم الباخرة مكشوفه الوجه ، وتلفتنا لنرى تاثير الوجه الذي يبدو سافر لاول مرة بين الجموع ، فلم نجد له تاثير ابدا لان كل الناس كانوا متوجهين نحو سعد زغلول ، متشوقين الى طلعته" .
دعت هدى شعراوي لجنة الوفد المركزية للسيدات الى انشاء جمعية نساوية مستقلة ، لتدعيم اوضاع المراة المصرية ، والمطالبة بحقوقهم ، وذلك ابان الذكرى الرابعة ، لاول مظاهرة للنساء الوطنيات في 16 مارس 1923 ، ثم بعدها تم تاسيس الاتحاد النسائي المصري ، وانتخبت فيه هدى شعراوي رئيس للاتحاد، الى ان الدستور المصري الصادر عقب الاستقلال تجاهل دور النساء في الكفاح من اجل التحرير ، وقصر ممارسة الحقوق السياسية على الرجال المصريين ، مما اصاب الحركة بانتكاسة ، وفي ذلك عبرت هدى شعراوي عن خيبة الامل والانتكاسة التي شعرت بها هي وباقي النساء ، وذلك بعد الوعود التي قطعها الرجال الوفديون خلال الكفاح من اجل التحرير ، ولم يوفوا بها.
كانت كل تلك العوامل ادت الي انطلاقة جديدة للاتحاد النسائي المصري في مرحلة جديدة ، للمطالبة باسترداد الحقوق الضائعة للمراة المصرية ، انشئ الاتحاد النسائي المصري مجلة المراة المصرية وذلك للتواصل مباشرة مع قطاع اكبر من الشعب المصري ، وعلى نطاق اخر من البلدان العربية ، وذلك تسهيلا لانتشار الفكر النسوي في العالم العربي ، استهلت هدى شعراوي المجال ، واستهدفت الرجال والنساء على حد سواء ، وكان الشعار المستخدم للمجلة يرمز الى غلط توسيع قاعدة الحركة النسوية وواصلت هدى شعراوي توسيع نشاطها اللي مشاركة النساء المصريات ، في المجالات السياسية ، والثقافية ، والاجتماعية ، والخيريه ، وذلك باعتبارها رئيسة الاتحاد النسائي المصري ، وباسم الاسلام والعروبة دعت هدى شعراوي للضغط على بريطانيا بعد اختراعها تقسيم فلسطين.
اهتمت هدى شعراوي بالجمع بين نساء الحركة النسوية والاسلامية ، والتضامن بين الرجال والنساء ، والتاكيد على المشاركة السياسية للمراة ، والدفاع عن القضية الفلسطينية ، و كان ايضا الاتحاد النسائي المصري له دور واسع ، حيث ساعد في توسيع نطاق الحركة النسوية، وتكبير جدول اعمالها وتعزيزه في العالم العربي ، استنادا الى الحركة النسوية المصرية ذات ال 24 عاما .

تعليقات
إرسال تعليق